✍️ بقلم: فريق التحرير
في ظل اضطرابات المناخ، وتصاعد الأزمات الإقليمية، وتذبذب الاستيراد، يواجه العراق اليوم تحديًا استراتيجيًا صامتًا لكنه خطير: الأمن الغذائي. فالدولة التي كانت يومًا تُعرف بخصوبة أرضها ووفرة إنتاجها الزراعي، باتت تعتمد بشكل شبه كامل على استيراد الغذاء، ما يجعلها عرضة لأي خلل خارجي أو داخلي.
🌾 الزراعة... تراجع رغم الإمكانات
يمتلك العراق ما يزيد عن 12 مليون دونم صالحة للزراعة، إضافة إلى نهرين عظيمين لطالما اعتُبرا مصدر الحياة. ومع ذلك، فإن:
-
أكثر من 60% من المنتجات الغذائية يتم استيرادها من الخارج.
-
الإنتاج المحلي من القمح، الأرز، والخضروات لا يغطي سوى نسبة ضئيلة من الاحتياج.
-
يعاني الفلاح العراقي من قلة الدعم، وارتفاع أسعار البذور، وشح المياه.
💧 أزمة المياه.. تهديد مضاعف
مع انخفاض منسوب نهري دجلة والفرات، وتراجع حصة العراق المائية القادمة من تركيا وإيران، أصبح شح المياه عاملاً رئيسيًا في تدهور الإنتاج الزراعي:
-
الآلاف من الهكتارات تحولت إلى أراضٍ بور.
-
هجرة الفلاحين إلى المدن زادت معدلات الفقر والبطالة.
-
زادت تكاليف الري والتجهيز، ما جعل الزراعة غير مجدية اقتصاديًا.
🍞 أسعار الغذاء.. تهدد الطبقة الفقيرة
مع تقلبات الأسواق العالمية وارتفاع أسعار السلع، بدأت آثار انعدام الأمن الغذائي تظهر على الواقع:
-
ارتفاع أسعار المواد الأساسية بنسبة تصل إلى 50% في بعض المحافظات.
-
تضاؤل القدرة الشرائية لدى العوائل، خاصة في الأرياف.
-
انعدام التوازن بين العرض والطلب، ما يفتح الباب أمام الاحتكار والتلاعب بالأسعار.
🛠️ كيف يمكن للعراق أن يستعيد أمنه الغذائي؟
لإنقاذ الموقف، يقترح الخبراء:
-
دعم الفلاحين بأسعار مجزية للمحاصيل الاستراتيجية كالقمح والشعير.
-
استخدام التقنيات الزراعية الحديثة وترشيد استهلاك المياه.
-
إنشاء صوامع خزن استراتيجية وتوفير منظومات لتوزيع عادلة.
-
فرض سياسات حمائية للمنتج المحلي وتنظيم الاستيراد.
-
إنشاء شركات زراعية وطنية وإعادة النظر في الخطط الزراعية طويلة الأمد.
📌 الخاتمة
الأمن الغذائي ليس رفاهية، بل قضية سيادة وطنية ترتبط مباشرة بكرامة المواطن وأمن الدولة. والعراق أمام مفترق طرق: إما أن يستثمر في أرضه ومياهه وعقوله ليستعيد اكتفاءه الغذائي، أو يواصل السير في طريق التبعية والضعف الاقتصادي أمام العالم.